[b][b]الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:[/b][/b]
[b][b]فالقرآن
الكريم رسالة السماء إلى البشر، حملها الرسول الأبرّ الأكرم، آياتٍ وسورَ
فكان فيها عبرة لمن اعتبر. وهو المعجزة الخالدة الباقية مدى الأزمان، غلبت
فصاحته كل لغة وبيان، فتناوله المجودون بالترتيل والألحان. فاق بذلك مزامير
داوود، وانبهرت به النصارى واليهود، فصار لحنًا مرتلاً لكل قارئ مُجيد، {
يا جبال أوّبي معه والطير وألنا له الحديد}.[/b][/b]
[b][b]لو
بدأنا البيان من قوله تعالى: {ورتل القرآن ترتيلاً}، واستمعنا إلى هدي
رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم إلى الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري (لقد
أوتي هذا مزماراً من مزامير داوود)، واستمعنا إليه وهو يوجه الذاكر
والمجود إلى تزيين تلاوته بالألحان، وإلى قول ذلك الصحابي الجليل لرسول
الله صلى الله عليه وسلم: (ما كنت اعلم انك تستمع إلي إذا لحبرته لك
تحبيرًا)، وحديثه صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم تغن بالقران يجهر
به)، لوقفنا أمام حقيقة ساطعة مفادها أن الإسلام خدم كتاب الله بحلاوة
الأصوات، وأوشك الترتيل أن يحيي الرفات الموات، كانت نسمات الفجر في بيت
الله الحرام وفي المسجد النبوي الشريف الأنوار، تهب مع الأسحار فتوشك أن
تميس لها البلابل في الأشجار على صوت المؤذن بلال، وهو يهتف بالسحر الحلال
جارياً مع ألق الفجر كالماء الزلال: (الصلاة خير من النوم). واتسع الأفق
الوضاء، وتضاربت الأصداء بين الأرض والسماء، حتى أوشك التطريب أن يشغل
البلابل والعنادل، وتتجاوب معه الأمواج في الأنهار والجداول. والأصوات سر
من أسرار الله تعالى أودعها في العوامل مثلما أودع الماس والتبر في
المناجم، فكم من حجرٍ صلدٍ تصدع لسماع الذكر المبين، وكم من قلب قاس تراه
للسماع يلين، استمع إلى صوت المجود والحادي، والقارئ والشادي فماذا سترى من
معجزات الصوت والصدى؟![/b][/b]
[b][b]سترى
أفئدة للعبودية تميل، وأدمعاً من خشية الله تسيل، وعافيةً أسبغت على القلب
العليل. سترى طيورًا تهزج في أفنانها، وعنادل تهتز بين أغصانها، ونسمات
تتمايل من ألحانها، ذلك تقدير العزيز الجليل، ومثلما يحسن الخطاط الحروف
البينات كذلك يجود القارئ السور والآيات، هناك جمال وهنا جلال، وبين
الجمالين تتضح قدرت الله المتعال.[/b][/b]
[b][b]كان
الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم يحب الصوت الحزين، ويصغي حتى للآهة
والأنين، وما ذلك إلا من رقة قلبه الأمين، وتأثره بالشجي من الأصوات. وقد
قال صلى الله عليه وسلم (إن القران نزل بحزن فاقرأه بحزن).[/b][/b]
[b][b]قال تعالى: ( إن إبراهيم لأواه حليم).[/b][/b]
[b][b]ولم
تكن آهات أبي الأنبياء عليهم الصلوات إلا لحناً شجياً، ودعاء خفياً، ويلي
دور الخلفاء الراشدين المهديين والنفوس تتسع لاستقبال كل قارئ ومجود لان
الحناجر الماسية تجتذب القلوب، مثلما يغسل الاستغفار الذنوب، ونأتي على
عهود الدول الإسلامية أموية وعباسية، وإذا بمجالس الخلفاء تزدان بكوكبة
وضاءة من الحفاظ والقراء، بل إن المتتبع ليجد في أرباب التيجان، وحملة
الصولجان، من يصدح بالألحان والأنغام، على مجمع الأنام.[/b][/b][/align]
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
الإثنين مايو 14, 2012 3:35 am من طرف Admin
» كيف اخشع فى الصلاة
الخميس أبريل 26, 2012 3:29 am من طرف Admin
» مائة سؤال في النصرانية ليس لها إجابة
الخميس أبريل 26, 2012 3:27 am من طرف Admin
» وسائل الشيطان في غواية الإنسان
الخميس أبريل 26, 2012 3:25 am من طرف Admin
» محاضرة الشيخ أبي إسحاق الحويني بمدينة أسيوط مفرغة
الخميس أبريل 26, 2012 3:23 am من طرف Admin
» أعمال وأقوال تدخلك الجنة بمشيئة الله
الخميس أبريل 26, 2012 3:20 am من طرف Admin
» عــلاج السحــر
الخميس أبريل 26, 2012 3:19 am من طرف Admin
» 50 حديثاً في فضـائل الأعمـال
الخميس أبريل 26, 2012 3:18 am من طرف Admin
» عالج نفسك بالرقية الشرعية
الخميس أبريل 26, 2012 3:16 am من طرف Admin